المدوّنة

“نبع السلام” بين مؤيد ومعارض

م. ب. أكتوبر 11, 2019

أحدث الإعلان عن العملية العسكرية التركية تحت اسم عملية نبع السلام في مناطق شرق الفرات اختلاف في الرأي العام في مناطق المعارضة بين الناشطين. ظهر ذلك جلياً في مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع الإعلان عن العملية بين داعم ورافض للتدخل التركي في المنطقة الشرقية ضد قوات سوريا الديمقراطية.

البعض مناصر للعملية ومرحب بها، معبراً بأنها خطوة في نشر الاستقرار في تلك المناطق. نشر العضو السابق في المجلس الوطني السوري، ياسر نجار”نبع السلام‬⁩ رسالة قوية لكل من يدعو الى تقسيم سوريا. من جديد تثبت تركيا أنها في حالة شراكة كاملة مع الثورة السورية والمعركة الحالية خير دليل لوحدة حقيقية تتجسد على أرض سورية“، ونشر الناشط أنس الدغيم “فالحرب على عصابات حزب العمال ليست حرباً على الكرد، وإذا كان الكرد يعتبرون أن ال PKK و PYD يمثلونهم فإنهم يستحقّون أن يحارَبوا، وعليهم أن يتبرّؤوا منهم كما تبرأنا من داعش التي طعنت الثورة في القلب، وأنا واثق من أن أحرار الكرد لا تمثّلهم عصابات قنديل، بل إن مجلس المستقلين الكرد أصدر بيانا يؤيد فيه عملية نبع السلام”.

بينما انتقد القسم الآخر العملية بأنها تغير في مسار الثورة من دعوة للحرية والكرامة إلى حماية حدود دولة أخرى، وأنها باتجاه تنفيذ أجندات مختلفة تماماً عن أجندات المعارضة. نشر أوس المبارك، الناشط من أجل الديمقراطية والمساواة من درعا، “اللي رح يصير شنيع، وأشعر بالعار إنه عم يصير تحت علم الثورة اللي حطوه تحت علم دولة أجنبية. قلوبنا مع أهلنا، الكورد والسريان والآشوريين والعرب وغيرهم، وللأسف ما عنا غير التضامن ونقول كلمة حق بوجه الظلم”. ونشر أحد الإعلاميين السابقين في شبكة الأناضول الرسمية التركية في ريف إدلب أيضاً “عندما تحول الهدف من النضال ضد عصابة حاكمة مجرمة إلى تأمين حدود دولة مجاورة أدركت أن الثورة انحرفت عن مسارها وفرط فيها أبناؤها”.

ولم يقتصر الاختلاف على الشارع السوري فقط، ففي الشارع التركي تصدر وسم BarışPınarıHarekatı# (حركة نبع السلام) موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مع الإعلان عن العملية العسكرية بأكثر من 144 ألف تغريدة حتى 8 تشرين الأول. وعبر الأتراك عن آرائهم حول عملية نبع السلام. وانتشر وسمان الأول TürkMilletiOrdusununYanında# (بجانب جيش الأمة التركية)، التي أظهر فيها المغردون دعمهم للجيش التركي وللمعركة الجديدة التي يستعدون لخوضها على الحدود السورية التركية، والوسم الثاني savaşahayır# (لا للحرب) رفض المغردون عبره ما أسموه “الحرب”.

يزيد تباين الآراء وتسارع الأحداث من الخلاف في صفوف المعارضة في الشمال السوري. لكن يبقى الأهم هو حال سكان المناطق الشرقية من مختلف أطيافه من كرد وعرب وآشوريين وغيرهم، وما سيكون حالهم في ظل العملية الجديدة.

 

م. ب. “نبع السلام” بين مؤيد ومعارض